الحديث الثاني: أخرج الإمام أحمد في المسند، بسند جيد، عن عبد الله بن محمد بن عَقِيل، أنه سَمِعَ جابر بن عبد الله يقول: بلغني حديثٌ عن رَجُلٍ سَمِعَه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاشتريت بعيرًا ثم شَدَدْتُ عليه رحلي، فَسِرْتُ عليه شهرًا، حتى قدمت عليه الشام، فإذا عبدُ اللهِ بن أُنَيسٍ. فقلت للبواب: قل له: جابرٌ على الباب. فقال: ابنُ عبد الله؟ قلت: نعم. فخرج يَطَأُ ثوبه، فاعتَنَقني واعتنقته، فقلت: حديثٌ بلغني عنك أنك سمِعتَه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في القصاص، فَخَشيتُ أن تموتَ أو أموتَ قبل أن أسمَعَه. فقال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: [يَحشُر الله - عزَّ وجل - الناسَ يومَ القيامة، أو قال: العبادَ، عُراةً غُرْلًا بُهْمًا - قلتُ: وما بُهْمًا؟ قال: ليس معهم شيء - ثم يناديهم بصوت يسمَعُه من بَعُدَ، كما يسمَعُه من قَرُبَ: أنا الملك، أنا الدَّيان، لا ينبغي لأحدٍ من أهل النار أن يدخلَ النار وله عند أحدٍ من أهل الجنة حقٌّ، حتى أُقِصَّهُ منه، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة، وله عند أحدٍ من أهل النار حقٌّ حتى أُقِصَّهُ منه حتى اللَّطمةُ. قال: قلنا: كيف، وإنما نأتي الله عُراةً غُرْلًا بُهْمًا؟ قال: بالحسنات والسيئات] (?).

الحديث الثالث: أخرج الإمام مسلم من حديث أبي ذر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه عز وجل: [قال الله تعالى: يا عبادي إني حَرَّمْتُ الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا] الحديث (?).

50 - 53. قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50) مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا (51) وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا (52) وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا (53)}.

في هذه الآيات: أمْرُ الله تعالى الملائكة السجود لآدم، فسجدوا إلا إبليس - وهو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015