4 - وقال تعالى: {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا} [النازعات: 46].
وفي سنن الترمذي بسند حسن عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [كيف أنعم وصاحبُ الصور قد التقمه وأصغى سمعه وحنى جبهته ينتظر متى يؤمر بالنفخ؟ فقالوا: يا رسول الله! وما تأمرنا؟ قال: قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل] (?).
53 - 57. قوله تعالى: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا (53) رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا (54) وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (55) قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا (56) أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا (57)}.
في هذه الآيات: أَمْرُ الله تعالى نبيّه - صلى الله عليه وسلم - أن يأمر عباده اختيار الكلام الأحسن في مخاطباتهم ومحاوراتهم، وإلا نزغَ الشيطان بينهم وأوقعهم في شباك العداوة والبغضاء والاقتتال. إنّ ربكم أيها الناس أعلم من يستحق الهداية أو الخذلان، وأعلم بمن في السماوات والأرض لا يخفى عليه شيء، وقد فضل بعض النبيين على بعض وآتى داود زبورًا، فلا يُستبعد أن يؤتي محمدًا قرآنًا. إن آلهة المشركين لا تملك كشف الضر عنهم ولا تحويلًا. وكذلك فإن فئة الجن الذين كان بعض الإنس يعبدونهم أسلموا فهم يبتغون مرضاة ربهم ويخافون عذابه - وما زال أولئك الإنس يعبدونهم - وعذاب الله يحذره المؤمنون وسيحيط يومًا بالكافرين.
فقوله تعالى: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا}. قال الحسن: (التي هي أحسن، لا يقول له مثل قوله، يقول له: يرحمك الله، يغفر الله لك). قال ابن كثير: (يأمر تبارك وتعالى رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يأمر عباد الله المؤمنين أن يقولوا في مخاطباتهم ومحاوراتهم الكلام الأحسن والكلمة الطيبة،