[بينما رجل يمشي في حلة تُعْجِبُه نفسُه، مُرَجِّلٌ رأسَه، يختال في مِشْيَتهِ، إذ خسف الله به، فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة] (?).

الحديث الرابع: أخرج البيهقي بسند حسن عن أنس، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [لو لم تكونوا تذنبون، لخِفت عليكم ما هو أكبر من ذلك، العُجْبَ العجب] (?).

وقوله تعالى: {كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا}.

قال ابن كثير: (أما من قرأ "سيئةً"، أي: فاحشة: فمعناه عنده: كُلُّ هذا الذي نهينا، من قوله: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ} إلى ها هنا، فهو سيّئة مُؤاخَذ عليها {مَكْرُوهًا} عند الله، لا يحبه ولا يرضاه. وأما من قرأ {سَيِّئُهُ} على الإضافة فمعناه عنده، كُلُّ هذا الذي ذكرناه من قوله: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} إلى ها هنا، فسيئه، أي: قبيحه مكروه عند الله، هكذا وجَّه ذلك ابن جرير رحمه الله).

39 - 44. قوله تعالى: {ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا (39) أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا (40) وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا (41) قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا (42) سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا (43) تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44)}.

في هذه الآيات: إعلامُ الله تعالى نبيّه - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ ما أَمَرَهُ به من تلك الأخلاق الجميلة وما نهاهُ عنه من الصفات الذميمة إنما هو وَحْيٌ ليبلغه الناس، وأنَّ أخطر تلك النعوت السيئة هو الشرك بالله الذي يوقع صاحبه في جهنم ملومًا مدحورًا. وردُّ على مشركي العرب قولهم: الملائكة بنات الله. وأنَّ هذا القرآن مليء بالحجج والعبر والأمثال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015