مجاهد: (نسخناها، بدّلناها، رفعناها، وأثبتنا غيرها). وقال قتادة: (هو كقوله: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا} [البقرة: 106]).

وقوله: {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}.

أي: إن ذلك من فعل الله تعالى بحكمته وعلمه ينسخ ما يشاء من الآيات والأحكام ويثبت ما يشاء. ولكن ضعف عقول المشركين يحملهم على اتهام الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأكثرهم جاهلون. قال ابن زيد: (قالوا: إنما أنت مفتر، تأتي بشيء وتنقضه، فتأتي بغيره. قال: وهذا التبديل ناسخ، ولا نبدّل آية مكان آية إلا بنسخ).

وقوله: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ}. أي: نزل به جبريل عليه السلام من عند ربه سبحانه بالصدق والعدل. قال محمد بن كعب: (روح القُدس: جبرئيل).

وقوله: {لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}. قال ابن كثير: ({لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا}، فَيُصدِّقوا بما نزل أولًا وثانيًا وتُخْبِتَ له قلوبهم، {وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}، أي: وجعله هاديًا وبشارة للمسلمين الذين آمنوا بالله ورسله).

وقوله تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ}.

اتهام للنبي - صلى الله عليه وسلم - بأخذ العلم عن بعض الأعاجم، فكذبهم الله تعالى.

أخرج ابن جرير - ورجاله رجال الصحيح - عن حُصين - وهو ابن عبد الرحمن - عن عبد الله بن مسلم الحضرمي: [أنه كان لهم عبدان من أهل عير اليمن، وكانا طفلين، وكان يُقال لأحدهما يسار، والآخر جبر، فكانا يقرآن التوراة، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ربما جلس إليهما، فقال كفار قريش: إنما يجلس إليهما يتعلم منهما، فأنزل الله تعالى: {لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ}] (?).

قال ابن جرير: (يقول الله تعالى ذكره مكذّبهم في قيلهم ذلك: ألا تعلمون كذب ما تقولون، إن لسان الذي تلحدون إليه، يقول: تميلون إليه بأنه يعلم محمدًا أعجميّ. . يقول: وهذا القرآن لسان عربي مبين).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015