قال: اكتب القدر وما هو كائن إلى الأبد]. وفي لفظ آخر: [اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة].

الحديث الثاني: أخرج الإمام مسلم في صحيحه، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [إن الله كتب مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة. وكان عرشه على الماء] (?).

الحديث الثالث: يروي الطبراني بسند صحيح من حديث أبي الدرداء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [فرغ الله عز وجل إلى كل عبد من خمس: من أجله ورزقه وأثره ومضجعه وشقي أو سعيد] (?). وفي رواية: (من عمله وأجله ورزقه وأثره ومضجعه).

وقوله: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ}. أي: عبدوا تلك الأصنام والأوثان وهي لا تضر ولا تنفع، ولا تبصر ولا تسمع، ولا تملك كشف الضر عن نفسها ولا تحويلًا. فقل لهم يا محمد: سمّوا ما أشركتم في عبادة الله؟ فإن قالوا: هي آلهة، فقد كذبوا، لأنه لا إله إلا الله الواحد القهار لا شريك له، وهو خلق كل شيء، ومن ثمّ فإن ما زعمتم آلهة مخلوق ضعيف مقهور بأمر الله، فهل تخبرونه سبحانه أن في الأرض إلهًا لا يعلمه! ! أم تقولون الكذب والباطل! !

وفي التنزيل: {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى} [النجم: 23].

وعن ابن عباس: ({وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ}، والله خلقهم). قال الضحاك: (ولو سمَّوهم آلهةً لكذبوا وقالوا في ذلك غير الحق، لأن الله واحدٌ ليس له شريك. قال الله: {أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ}، يقول: لا يعلم الله في الأرض إلهًا غيره). وعن مجاهد: ({بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ}، بظن). وقال قتادة: (والظاهر من القول هو الباطل). وعن الضحاك قال: (يقول: أم بباطل من القول وكذب، ولو قالوا: قالوا الباطل والكذب).

وقوله: {بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015