فكيف بلغك ما صنعت بهم وما كان من إهلاكهم وتدميرهم.
وفي التنزيل: {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ} [الحج: 48].
وفي الصحيحين من حديث أبي موسى، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [إن الله ليُمْلي للظالم حتى إذا أخذه لم يُفْلِتْه، ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود: 102]] (?).
33 - 35. قوله تعالى: {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33) لَهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (34) مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ (35)}.
في هذه الآيات: إِعْلَامٌ من الله تعالى أنه القائم على كل نفس في أرزاقها وأجلها وأعمالها ومع ذلك يعبد المشركون الأوثان التي لا تملك لهم ضرًا ولا نفعًا، فقل لهم - يا محمد -: سمّوا ما أشركتم في عبادة الله؟ فإن قالوا: هي آلهة، فقد كذبوا، لأن الله هو الإله الحق الواحد القهار، وآلهتهم هزيلة مهزومة ضعيفة، فهل تخبرونه سبحانه أن في الأرض إلهًا لا يعلمه أم تفترون الكذب والباطل! لقد زَيّن الشيطان للكافرين افتراءهم على الله وصدهم عن سبيله، ومن ثم فمن خذله الله عن الهدى فماله إلى الهداية من سبيل. إن لهؤلاء المشركين الخزي والعذاب في الدنيا، ثم يردون إلى أشد العذاب في الآخرة، وما لهم من الله من ولي ولا نصير. وأما المؤمنون المتقون فهم في روضات الجنات، تجري من تحتها الأنهار، منغمسون في ألوان النعيم، على النقيض من أحوال أصحاب الجحيم.