رحمته. وبلوغ النار لأهل معصيته، ولا فداء لهم من العذاب ولو جاؤوا بما في الأرض جميعًا ومثله معه لفديته. إنه لا يستوي من آمن بالوحي وانتفع به، ومن هو أعمى القلب جاهل بالوحي كافر به، إنما يتعظ بآيات الله أولو الألباب.
فعن قتادة: ({لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى}، قال: وهي الجنة).
فالحسنى الجنة، أو الجزاء الحسن.
كما في التنزيل:
1 - قال تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26].
2 - وقال تعالى: {وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى} [الكهف: 88].
قال القرطبي: (وقيل: من الحسنى النصر في الدنيا، والنعيم المقيم غدًا).
وقوله: {وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ}.
فيه تهويل حالة الخسران التي يلقاها المجرمون يوم القيامة، الذين كفروا بالله ورسله وتحاكموا للطاغوت.
قال القاسمي: ({وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ} وهم الكفرة {لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ} أي: بما في الأرض ومثله معه من أصناف الأموال، ليتخلصوا عما بهم. وفيه من تهويل ما يلقاهم ما لا يحيط به البيان، ولأجله عدل عن أن يقال: وللذين لم يستجيبوا السوءى، كما تقتضيه المقابلة).
وفي التنزيل:
1 - قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} [آل عمران: 10].
2 - وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ} [آل عمران: 91].
وقوله: {أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ}.
أي مناقشة حسابهم صعبة ومخيفة، ثم مرجعهم بعد انتهاء المحاسبة إلى النار، وبئس المكان الممهد مثوى لهم وبئس المستقر.
وعن فرقد السبخي قال: قال إبراهيم النخعي: (يا فرقد، أتدري ما "سوء