أخبرني عن الإحسان؟ قال: [الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك]- ورواه من حديث أبي هريرة (?).

الحديث الثالث: أخرج ابن ماجه بسند صحيح عن النواس بن سمعان الكِلابي قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: [ما مِنْ قلب إلا بين إصبعين من أصابع الرحمن. إن شاء أقامه وإن شاء أزاغه. وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك. قال: والميزان بيد الرحمن يرفع أقوامًا ويخفض آخرين إلى يوم القيامة] (?).

وقوله: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} - هي الملائكة المختصة بحفظ العبد من المصائب والطوارئ ما لم يسبق القدر.

قال ابن عباس: (والمُعَقِّباتُ من أمر الله، وهي الملائكة. قال: ملائكة يحفظونه من بين يديه ومن خلفه، فإذا جاء قدَرُ الله خَلَّوا عنه).

وقال مجاهد: (ما من عبد إلا له ملك موكل، يحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوام).

وقوله: {مُعَقِّبَاتٌ} من التعاقب، أي ملائكة تعتقب في حفظه، والأصل معتقبات فأدغمت التاء في القاف، أو هو مفعلات من عقبه لأن بعضهم يعقب بعضًا {مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ} أي قدامه ووراءه.

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: (أي للعبد ملائكة يتعاقبون عليه، حرسٌ بالليل وحرسٌ بالنهار، يحفظونه من الأسواء والحادثات، كما يتعاقب ملائكةٌ آخرون لِحِفْظِ الأعمال من خير أو شر، ملائكةٌ بالليل وملائكة بالنهار. فاثنان عن اليمين والشمال يكتبان الأعمال، صاحب اليمين يكتب الحسنات، وصاحب الشمال يكتب السيئات، وملكان آخران يحفظانه ويحرُسانه، واحدٌ من ورائه وآخر من قدامه، فهو بين أربعة أملاكٍ بالنهار، وأربعةٍ آخرين بالليل، بَدَلان حافظان وكاتبان، كما جاء في الصحيح: "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر، فيصعد إليه الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بكم: كيف تركتم عبادي؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015