تعالى: {وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ} أي ظاهر. والمقصود: أنه لا يخفى على الله تعالى من هو مختف في قعْر بيته في ظلام الليل ومَنْ هو ظاهر ماشٍ في بياض النهار وضيائه، فكلاهما في علم الله سواء، فإن الله تبارك وتعالى لا يستسرّ عنده شيء ولا يخفى.
قال ابن عباس: ({وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ}، ظاهر). وقال خصيف: ({مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ}: راكب رأسه في المعاصي، {وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ، قال: ظاهر بالنهار).
وفي التنزيل:
1 - قال تعالى: {وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} [طه: 7].
2 - وقال تعالى: {وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} [النمل: 25].
3 - وقال تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [المجادلة: 1].
4 - وقال تعالى: {أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [هود: 5].
5 - وقال تعالى: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [يونس: 61].
وفي صحيح السنة المطهرة في آفاق معنى الآية أحاديث:
الحديث الأول: أخرج الإمام أحمد والنسائي عن عروة عن عائشة قالت: [الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، لقد جاءت المجادلة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - تكلمه وأنا في ناحية البيت ما أسمع ما تقول، فأنزل الله عز وجل: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} إلى آخر الآية] (?).
الحديث الثاني: روى مسلم في صحيحه من حديث عمر - قال جبريل للنبي - صلى الله عليه وسلم -