وليتَعَوَّذ من الشيطان، فإنها لا تضرُّه، وإنّ الشيطان لا يتراءى بي] (?).
الحديث الرابع: أخرج الإمام أحمد بسند حسن من حديث أبي رزين العقيلي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [الرؤيا على رجل طائر ما لم تُعبَّر، فإذا عُبِّرتْ وَقَعَتْ] (?).
قال ابن كثير - وقد أورد هذا الحديث -: (ومن هذا يؤخَذ الأمر بكتمان النعمة حتى توجَد وتظهر).
الحديث الخامس: أخرج الترمذي بسند حسن عن الزبير بن العوام، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [دبَّ إليكم داء الأمم قبلكم: الحسدُ، والبغضاء هي الحالقة، وفي رواية: (الحسد والبغضاء، والبُغْضة هي الحالقة)، لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين، والذي نفسي بيده، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أنبئكم بما يُثَبِّتُ ذاكُمْ لكم! أفشوا السلام بينكم] (?).
وقوله: {وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ}.
قال عكرمة: ({يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ}، يصطفيك). وقال قتادة: (فاجتباه واصطفاه وعلّمه من عَبْر الأحاديث، وهو {تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ}).
وقال مجاهد: ({وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ}، قال: عبارة الرؤيا).
قلت: لقد أكرم الله يوسف وبعض إخوته الأنبياء بفهم تأويل الأحلام، من خلال وحي الله تعالى لهم، وأما سائر البشر من العلماء والصالحين فلا يصحّ ادعاء أحد منهم بتفسير الأحلام بدقة حدوثها في المستقبل، اللهم إلا الرؤيا الصالحة ودلالتها على المبشرات، والرؤيا المزعجة التي قد تكون من حديث النفس أو الشيطان، وعلى هذا المنهاج جاءت السنة الصحيحة:
الحديث الأول: أخرج البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -