عن ثلاث: نَهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، فتذكركم زيارتُها خيرًا. ونهيتكم عن لحوم الأضاحي بعد ثلاث، فكلوا وأمسكوا ما شئتم. ونهيتكم عن الأشربة في الأوعية، فاشربوا في أي وعاء شئتم ولا تشربوا مسكرًا] (?).

وله شاهد أخرجه ابن جرير بسند صحيح عن سليمان بن بُريدة، عن أبيه: [أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قَدِمَ مكّة أتى رَسْمَ قبر، فجلس إليه، فجعل يخاطب، ثم قام مستعبرًا. فقلنا: يا رسول الله، إنا رأينا ما صنعت! قال: "إني استأذنت ربي في زيارة قبر أمي، فأذن لي، واستأذنته في الاستغفار لها فلم يأذن لي". فما رُئي باكيًا أكثر من يومئذ] (?).

الحديث الثالث: أخرج أبو داود بسند صحيح عن علي قال: [قلت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إن عمَّك الشيخ الضال قد مات، قال: "اذهبْ فوَارِ أباكَ، ثمَّ لا تُحْدِثَنَّ شيئًا حتى تأتيني". فذهبت فواريته، وجئته، فأمرني فاغتسلت، ودعا لي] (?).

قلت: بل من السنة عدم حضور الإمام جنازة أهل الكبائر ولا الصلاة عليهم، وفي ذلك أحاديث:

الحديث الأول: روى مسلم عن جابر بن سَمْرَة قال: [أُتِيَ النبي - صلى الله عليه وسلم - بِرَجُلٍ قَتَلَ نَفْسَهُ بِمَشَاقِصَ (?)، فلم يُصَلِّ عليه] (?).

الحديث الثاني: أخرج أحمد والحاكم بسند صحيح عن أبي قتادة قال: [كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دعي لجنازة سأل عنها، فإن أثني عليها خيرٌ قام فصلى عليها، وإن أثني عليها غير ذلك قال لأهلها: شأنكم بها، ولم يصل عليها] (?).

الحديث الثالث: أخرج أصحاب السنن بسند صحيح من حديث زيد بن خالد - في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015