عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [ثلاثة في ضمان الله عز وجل: رجل خرج إلى مسجد من مساجد الله عز وجل، ورجل خرج غازيًا في سبيل الله، ورجل خرج حاجًا] (?).
وقوله: {يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ}. أي: هو ضمان لهم بالجنة سواء قَتلوا أو قُتلوا. فإنه بمجرد خروج المجاهد في سبيل الله يدخل في عقد هذا الضمان.
ففي سنن أبي داود ومستدرك الحاكم بسند صحيح عن أبي أمامة الباهلي، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [ثلاثة كلهم ضامن على الله: رجل خرج غازيًا في سبيل الله فهو ضامنٌ على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة، أو يردَّه بما نال من أجر أو غنيمة، ورجلٌ راحَ إلى المسجد فهو ضامنٌ على الله حتى يتوفاه فيدخلَه الجنة أو يردّه بما نال من أجر، ورجلٌ دخلَ بيتَهُ بسلام، فهو ضامنٌ على الله] (?).
وقوله: {وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ}.
قال القرطبي: (إخبار من الله تعالى أن هذا كان في هذه الكتب، وأن الجهاد ومقاومة الأعداء أصله من عهد موسى عليه السلام).
وقال النسفي: (وهو دليل على أن أهل كل ملة أمروا بالقتال ووعدوا عليه).
وقوله: {وَعْدًا} مصدر مؤكد لما يدل عليه كون الثمن مؤجلًا.
وقوله: {وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ}. أي: ومن أحسن وفاء وأصدق عهدًا وأوفى ضمانًا من الله تعالى، وهو كقوله في سورة النساء: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا}. وقوله: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا}.
وقوله: {فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.
قال الحسن: (والله ما على الأرض مؤمن إلا يدخل في هذه البيعة).
ومعنى الآية: أظهروا السرور - معشر المؤمنين - بهذه البشارة، وليستبشر من حفظ هذا العهد وقام بالتزاماته بالفوز العظيم، في جنة الخلود والنعيم.