الدين، عن سنة قضاها بين أوليائه وأعدائه ما ينبغي للمؤمن أن يغفل عنها، وهي أن أئمة الكفر يجب قتلهم وتخليص الأرض من رجسهم، وأن أسرى المشركين ينبغي أن ينزل بهم القتل حتى لا تكون لهم رجعة، ومن ثم فإن غير ذلك هو من عرض الحياة الدنيا والله عزيز حكيم.
لولا ما سبق في كتاب الله من عفوه عن أهل بدر وإحلاله لهم الغنائم لنزل بهم فيما جَنَوْه على أنفسهم من قرار في الأسرى عذاب عظيم.
ولكن إذا أخذتم الدرس واستفدتم من العتاب فانعموا بالغنائم وكلوا منها حلالًا طيبًا واحرصوا على مرضاة ربكم وهو الغفور الرحيم.
فقوله تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.
أخرج الحاكم بسند صحيح على شرط مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: [استشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الأسارى أبا بكر فقال: قومك وعشيرتك فخلّ سبيلهم، فاستشار عمر فقال: اقتلهم، قال: ففداهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله عز وجل: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} إلى قوله: {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا}. قال: فلقي النبي - صلى الله عليه وسلم - عمر رضي الله عنه فقال: كاد يصيبنا بلاء في خلافك] (?).
وأخرج الإمام أحمد بإسناد صحيح من حديث عمر قال: [. . فلما كان يومئذ والتقوا فهزم الله عز وجل المشركين، فقتل منهم سبعون رجلًا وأسر منهم سبعون رجلًا، فاستشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر وعمر وعليًا رضي الله عنهم، فقال أبو بكر: يا رسول الله هؤلاء بنو العم والعشيرة والإخوان، وإني أرى أن تأخذَ منهم الفدية، فيكون ما أخذناه قوة لنا على الكفار وعسى أن يهديهم الله فيكونوا لنا عضدًا.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما ترى يا ابن الخطاب؟ قال: قلت: والله ما أرى ما رأى أبو بكر، ولكن أرى أن تمكنني من فلان - قريب لعمر - فأضرب عنقه، وتمكن عليًا من عقيل بن أبي طالب فيضربَ عنقه، وتمكن حمزة من فلان أخيه فيضربَ عنقه، حتى يعلم الله أنه ليست في قلوبنا هوادة للمشركين، وهؤلاء صناديدهم وأئمتهم