عليه بما هو أهله ثم قال: يا معشر الأنصار! ألم آتكم ضلالًا فهداكم الله، وعالة فأغناكم الله، وأعداء فألف الله بين قلوبكم؟ قالوا: بلى. وفي رواية: قالوا: الله ورسوله أمَنُّ وأفضل] (?).

ورواه البخاري من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم قال: [لما أفاء الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين قسم في الناس في المؤلَّفة قلوبُهم ولم يعط الأنصار شيئًا فكأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس فخطبهم فقال: يا معشَرَ الأنصار ألم أَجِدْكُمْ ضُلّالًا فهداكم الله بي، وكنتم متفرقين فألَّفَكم الله بي، وعالةً فأغناكم الله بي، كلما قال شيئًا قالوا: الله ورسوله أمنُّ. .] الحديث (?).

وقوله: {إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}، أي: عزيز الجناب، لا يقهره شيء، وأمره نافذ فلا راد لقضائه، حكيم في تدبير شؤون خلقه، وفي جميع أقواله وأفعاله وقدره وشرعه.

64 - 66. قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (64) يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (65) الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (66)}.

في هذه الآيات: يأمر الله تعالى نبيه - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه بمناهضة الأعداء والله كافيهم ومؤيدهم بنصره وتمكينه، ويأمر نبيه بتحريض المؤمنين على قتال المشركين واقتحام الأهوال، فإنه يُفْتَرَضُ أن يثبت المؤمن أمام عشرة من الكفار لأنهم قوة خائرون، قد فسدت نياتهم وأعمالهم وعزائمهم، وجعل الله في قلوبهم الرعب والخوف على الدنيا.

ثم جاء التخفيف من الله سبحانه فوجب أن لا يفر المؤمن من رجلين من الكفار،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015