وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [لا تَمَنَّوا لِقاءَ العدو، وإذا لقيتموهم فاصبروا] (?).
وقوله: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} - أمر بالذكر وترغيب في الدعاء عند اللقاء فإن في ذلك الفلاح.
قال قتادة: (افترض الله ذكره عند أشغل ما تكونون، عند الضِّراب بالسيوف).
وقال ابن إسحاق: (اذكروا الله الذي بذلتم له أنفسكم والوفاء بما أعطيتموه من بيعتكم).
وقال ابن جرير: ({لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، يقول: كيما تنجحوا فتظفروا بعدوكم، ويرزقكم الله النصر والظفر عليهم).
وفي صحيح مسلم عن إسماعيلَ بنِ أبي خالدٍ، عن عبد الله بن أبي أوفى قال: [دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الأحزاب فقال: اللهمَّ! مُنزِلَ الكتاب، سريع الحساب، اهزِمِ الأحزابَ، اللهمَّ! اهزِمْهم وزلزِلْهُمْ] (?).
وكذلك في صحيح مسلم عن أنس: [أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول يوم أُحد: اللهمَّ! إنَّكَ إنْ تَشَأْ، لا تُعْبَدْ في الأرض] (?).
وقوله تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}.
أَمْرٌ بطاعة الله ورسوله والحرص على الجماعة ووحدة الكلمة، فإن التفرق ضعف وهوان، وسبيل لتسلل الشيطان، ثم الصبر على كل ذلك، فإن الله مع الصابرين، يؤيدهم وينصرهم ويجعل بعد العسر يسرًا.
قال القاسمي: ({وَلَا تَنَازَعُوا} أي باختلاف الآراء، أو فيما أُمرتم به {فَتَفْشَلُوا}، أي تجبنوا، إذ لا يتقوى بعضكم ببعض).