وفي لفظ مسلم من حديث أنس: [فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هذا مصرع فلان. قال: ويضع يده على الأرض ها هنا وها هنا، قال: فما ماط أحدُهم عن موضع يدِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] (?).
وقوله: {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ}.
قال ابن إسحاق: (أي ليكفر من كفر بعد الحُجَّة، لما رأى من الآية والعِبْرة، ويُؤْمِنُ مَنْ آمن على مِثْل ذلك).
قال الحافظ ابن كثير: (يقول: إنما جمعكم مع عدوكم في مكان واحد على غير ميعاد، لينصُرَكم عليهم، ويرفَع كلمةَ الحق على الباطل، ليصير الأمرُ ظاهرًا، والحجةُ قاطعةً، والبراهينُ ساطعةً، ولا يبقى لأحد حجة ولا شبهة، فحينئذ يهلك من هلك، أي: يستمر في الكفر من استمرَّ فيه على بصيرة من أمره أنه مُبْطلٌ، لقيام الحجة عليه، {وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ}، أي: يؤمن من آمن، {عَنْ بَيِّنَةٍ}، أي: حجة وبصيرة. والإيمان هو حياة القلوب، قال الله تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ} [الأنعام: 122].
وقالت عائشة في قصة الإفك: فَهَلَكَ فِيَّ من هَلَكَ أي: قال فيها ما قال من الكذب والبهتان والإفك.
وقوله: {وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ}، أي: لدعائكم وتضرّعكم واستغاثتكم به، {عَلِيمٌ}، أي: بكم، فإنكم تَسْتَحِقّون النصر على أعدائكم الكفرة المعاندين).
وقوله: {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ}.
قال مجاهد: ({إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا}، قال: أراه الله إياهم في منامه قليلًا، فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه بذلك، فكان تثبيتًا لهم).
وقال ابن إسحاق: (فكان أول ما أراه من ذلك نعمةً من نعمه عليهم، شجَّعهم بها على عدوهم، وكفَّ بها عنهم ما تُخُوِّف عليهم من ضعفهم، لعلمه بما فيهم).
فأرى الله تعالى نبيّه عدوه وعدو أصحابه في منامه قليلًا، فأخبر أصحابه فقويت