فجعل سبحانه أداء الخمس من الإيمان، كما جاء كذلك في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - لوفد عبد القيس، وقد صنفه البخاري في الصحيح: "باب أداء الخمس من الإيمان".

وقوله: {يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.

قال ابن عباس: ({يَوْمَ الْفُرْقَانِ} يوم بدر، فرق الله فيه بين الحق والباطل).

وقال عروة بن الزبير: ({يَوْمَ الْفُرْقَانِ}: يوم فرق الله بين الحق والباطل، وهو يوم بدر، وهو أول مشهد شهده رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان رأسُ المشركين عتبةَ بن ربيعة، فالتقوا يوم الجمعة لتسع عشرةَ - أو: سبع عشرة - مضت من رمضان، وأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ ثلاث مئة وبضعة عشر رجلًا، والمشركون ما بين الألف والتسع مئة. فهزم الله المشركين، وقتل منهم زيادة على السبعين، وأسر منهم مثل ذلك).

وعن علي رضي الله عنه قال: (كانت ليلة الفرقان ليلة التقى الجمعان، في صبيحتها ليلةُ الجمعة لسبع عشرة مضت من شهر رمضان) - رواه ابن مردويه ورجحه ابن كثير وقال: (وهو الصحيح عند أهل المغازي والسير).

قلت: والذي ذهب إليه ابن كثير هو الصواب إن شاء الله، فلقد كانت موقعة بدر في السابع عشر من رمضان ووافقت يوم الجمعة، وكانت في السنة الثانية من الهجرة.

فقد أخرج أبو داود مِنْ حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: [التمسوها - يعني ليلة القدر - في سبع عشرة، وتلا هذه الآية: {يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ} يوم بدر، أو تسع عشرة، أو إحدى وعشرين] (?).

وفي لفظ: [تحروها لإحدى عشرة يبقين صبيحتها يوم بدر] (?).

ويبدو أن الموقعة كانت في السابع عشر، وانتهاء الغزوة في التاسع عشر، إذ كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقيم بعرصة القوم الذين هزمهم ثلاث ليال، وبذلك جمع بعض أهل العلم بين الأحاديث المختلفة في ظاهرها والله تعالى أعلم.

42 - 44. قوله تعالى: {إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015