أخرج الإمام أحمد في المسند بسند صحيح عن معاذ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [إن أولى الناس بي المتقون، مَنْ كانوا وحيثُ كانوا] (?).
وفي سنن أبي داود بسند صحيح عن أبي أمامة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [إنّ أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام] (?).
وفي معجم الطبراني بسند صحيح في الشواهد عن ابن عباس مرفوعًا: [أولياء الله تعالى الذين إذا رُؤوا ذُكر الله تعالى] (?).
والخلاصة: أولياء هذا البيت هم أهل الصلاة عنده والطواف به، أهل تعظيم حرمات الله وشعائر الدين الحق، وليس أهل الشرك والجاهلية، وأولياء الله تعالى الذين إذا حضروا ذُكر الله تعالى، وأولياء هذا النبي الكريم وأتباعه وأهل سنته ومنهاجه، ليس المبتدعة ولا أهل الخرافة والفلسفة والشبهات.
وقوله: {وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} - فيه أقوال متقاربة:
1 - قال ابن عباس: (كانت قريش تطوف بالبيت عراة، يصفقون ويصفّرون، فكان ذلك عبادة في ظنهم).
قال: (والمكاء: الصفير، وإنما شبهوا بصفير الطير، وتصدية: التصفيق).
2 - قال ابن عمر: (المكاء: الصَّفير، والتصدية: التصفيق) - ذكره ابن جرير.
3 - قال مجاهد: (المكاء: إدخال أصابعهم في أفواههم، والتصدية: التصفيق، يخلطون بذلك على محمد - صلى الله عليه وسلم - صلاتَه).
4 - قال قتادة: (المُكاء: ضرب الأيدي، والتَّصدية: صياح).
5 - قال السُّدي: (المُكاء: الصفير، على لحن طائر أبيض بالحجاز يقال له المكَّاء).