وكقوله سبحانه: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [آل عمران: 54].
وفي صحيح الترمذي عن أنس عن النبي قال: [إذا أراد الله بعبده الخير عجلَ له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة] (?).
وفي صحيح أبي داود عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [إذا أراد الله بالأمير خيرًا جعل له وزير صدق، إن نَسِيَ ذَكَّره، وإن ذكر أعانه، وإذا أراد به غيرَ ذلك جعل له وزيرَ سوء، إن نَسِيَ لم يُذَكِّره، وإن ذكر لم يُعِنْهُ] (?).
وفي الصحيحين عن أبي موسى، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [إن الله تعالى ليُملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يُفْلِته] (?).
وقوله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ}.
يخبر تعالى عن كفار قريش إذا تليت عليهم آيات القرآن الواضحة الساطعة بنورها وبيانها وسحرها لكل صاحب فطرة أو عقل سديد تنطعوا فقالوا جهلًا منهم وكبرًا وعنادًا للحق - وهم موقنون أنهم كاذبون - لو نشاء لقلنا مثل هذا الذي تلي علينا ويزعمون أن ذلك من أساطير الأولين.
وفي التنزيل مثل ذلك، قوله تعالى: {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (5) قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا} [الفرقان: 5, 6].
أي يغفر لمن تاب وأناب وأقلع عن الكذب والافتراء والإثم.
والأساطير في كلام العرب جمع أسطورة، ويقصد المشركون أن ما جاء به محمد إنما هو مما سطّره الأولون وكتبوه من أخبار الأمم، فهو يقتبس من تلك الكتب ويتعلم منها ويتلوها على الناس، وكَذَبوا فيما قالوا، بل هو وحي الله تعالى أوحاه إليه.