تخرج من دنياك، فاخرج لهما، ولا تُنازعنَّ ولاة الأمر، وإن رأيت أنَّك أنت، ولا تفِرَّ من الزَّحف، وإن هلكت وفرَّ أصحابك، وأنْفق من طَوْلك على أهلك، ولا ترفع عصاك عن أهلك، وأخِفْهم في الله عز وجل] (?).

الحديث الثالث: أخرج أبو داود والترمذي بسند حسن، عن بلال بن يسار بن زيد - مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: سمعت أبي يحدثنيه عن جدي: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: [من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان فَرَّ من الزحف] (?).

الحديث الرابع: أخرج الإمام أحمد بسند جيد عن بشير بن مَعْبد - ابن الخصاصية - قال: [أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبايعه، فاشترط عَلَيَّ: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن أقيم الصلاة، وأن أؤدِّي الزكاة، وان أحُجَّ حجّة الإسلام، وأن أصومَ شهر رمضان، وأن أجاهد في سبيل الله. فقلت: يا رسول الله، أما اثنتان فوالله لا أطيقهما: الجهاد، فإنهم زعموا أنه من وَلّى الدُّبُر فقد باء بِغَضَبٍ من الله، فأخاف إن حضرتُ ذلك جَشِعَت نفسي وكَرِهْتُ الموت - والصدقة، فوالله مالي إلا غُنَيْمَةٌ وعَشْرُ ذُودٍ هُنَّ رَسلُ أهلي وحَمُولتهم. فقبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده ثم حرّك يده، ثم قال: فلا جهادَ ولا صدقة، فبم تدخل الجنة إذن؟ ! فقلت: يا رسول الله، أنا أبايعك. فبايعتُه عليهنَّ كُلهنَّ] (?).

وقوله: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى}.

قال النسفي: (والفاء جواب لشرط محذوف تقديره: إن افتخرتم بقتلهم فأنتم لم تقتلوهم ولكن الله قتلهم، ولما قال جبريل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: خذ قبضة من تراب فارمهم بها فرمى بها في وجوههم، وقال: "شاهت الوجوه"، فلم يبق مشرك إلا شغل بعينه فانهزموا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015