ونهيه وحلاله وحرامه. قيل الألواح تشتمل على التوراة، وقيل: الألواح أعطيها موسى قبل التوراة.

وقال سعيد بن جبير: ({وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ}: قال: ما أمروا به ونهوا عنه). وقال السدي: (من الحلال والحرام).

وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [احتج آدمُ وموسى، فقال: موسى: يا آدم! أنت أبونا، أنت خَيَّبْتَنا وأخرجتنا من الجنة، فقال له آدم: أنت موسى، اصطفاك الله بكلامه، وخَطَّ لك بيده، أتلومني على أمر قَدَّره الله عليَّ قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فحجَّ آدم موسى، فحجَّ آدم موسى].

وفي لفظ: [فقال آدم: أنت الذي أعطاه الله عِلْمَ كُلِّ شيء، واصطفاه على الناس برسالته؟ ].

وفي لفظ: [قال آدم عليه السلام: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه، وأعطاك الألواح فيها تِبْيانُ كُلِّ شيء، وقرّبك نجيًّا، فبكم وجدت الله كتب التوراة قبل أن أُخْلَق؟ قال موسى: بأربعين عامًا. قال آدم: فهل وجدت فيها: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121)} [طه]؟ قال: نعم. قال: أفتلومني على أن عملْتُ عَمَلًا كتبه الله عليَّ أن أعْمَلَهُ، قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فحجَّ آدم موسى] (?).

وقوله: {فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ}.

قال ابن عباس: (بجدّ). وقال السدي: (بجد واجتهاد).

وقال الربيع بن أنس: ({فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ}، قال: بالطاعة). قلت: أي خذ الألواح بقوة، فعظم ما فيها من الأوامر والأحكام، واعمل بطاعة الله والدعوة إليها.

وقوله: {وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا}.

قال ابن عباس: (أمر موسى أن يأخذها بأشدّ مما أمر به قومه). وقال السدي: ({وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا}، بأحسن ما يجدون فيها).

قال ابن جرير: (كان فيها أمرٌ ونهيٌ، فأمرهم الله أن يعملوا بما أمرهم بعمله، ويتركوا ما نهاهم عنه، فالعمل بالمأمور به، أحسنُ من العمل بالمنهي عنه).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015