ملائكته، وأسكنك جنته، أخرجت الناس من الجنة بذنبك وأشقيتهم! قال آدم: يا موسى، أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه وأنزل عليك التوراة، أتلومني على أمر كتبه الله عليّ قبل أن يخلقني؟ فَحَجَّ آدم موسى] (?).
وأما رسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم - فلا شك أنه سيد ولدِ آدم - جميعًا - من الأولين والآخرين، وخاتم النبيين والمرسلين، وشريعته ناسخة لكل شرائع الأنبياء والمرسلين.
ففي الصحيحين والمسند من حديث أبي هريرة مرفوعًا: [أنا سيد الناس يوم القيامة] (?). وفي لفظ لمسلم: [أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأولُ شافع، وأول مشفع].
وفي مسند الإمام أحمد وجامع الترمذي بسند صحيح عن أبي سعيد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: [أنا سيد ولدِ آدم يوم القيامة ولا فخرَ، وبيدي لواءُ الحمدِ ولا فخرَ، وما من نبي يومئذٍ آدمُ فَمَنْ سواهُ إلا تحت لوائي، وأنا أول شافع، وأَولُ مشفَّع، ولا فخر] (?).
وقوله: {فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ}.
أي: من الكلام والمناجاة واعمل بما لديك من هذا الوحي العظيم، {وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} على ما آتاك الله من رسالته، وما اختصك به من الكلام والنجوى على أهل زمانك وعلى كثير من الخلق، فاعمل بطاعته والتزم ذكره وشكره ورضاه.
وقوله: {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ}.
أي: لقد كتب الله تبارك وتعالى لموسى في ألواحه من كل ما يجب معرفته عن الله تعالى من التوحيد والتعظيم والتشريع موعظة لقومه وتبيينًا لكل ما يخصهم من أمر الله