قال ابن عباسِ: ({وَصَدَفَ عَنْهَا}، يقول: أعرض عنها). وقال السدي: ({وَصَدَفَ عَنْهَا}: فصَدّ عنها). وقال مجاهد: (الصدف الإعراض).

وقوله: {سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ}.

أي: سنعاقب من أعرض عن دين الله وصدّ الناس عنه وصرفهم عن تعظيمه أليم العقاب ونكال العذاب مقابل إعراضهم وصدهم.

وفي التنزيل:

1 - قال تعالى: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ. .} [النحل: 88].

2 - وقال تعالى: {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} [الأنعام: 26].

3 - وقال تعالى: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (31) وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى} [القيامة: 31, 32].

أخرج الإمام أحمد في المسند، بسند حسن، عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا: [يُحشر المتكبرون يوم القيامة أمثالَ الذَّرِّ في صُور الرجال، يغشاهم الذُّلُ من كل مكان، يُساقون إلى سجن في جهنم يُسمى بولس، تعلوهم نار الأنيار، يُسْقون من عُصارة أهل النار، طينة الخبال] (?).

وقوله: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ}.

قال مجاهد: ({إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ}، يقول: عند الموت حين توفَّاهم، {أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ}، ذلك يوم القيامة، {أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ}، طلوع الشمس من مغربها).

وقال قتادة: ({إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ}، بالموت، {أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ}، يوم القيامة، {أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ}، قال: آية موجبة، طلوع الشمس من مغربها، أو ما شاء الله).

وفي السنة الصحيحة أحاديث تدل على آفاق هذا المعنى، منها:

الحديث الأول: أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [لا تقوم الساعةُ حتى تطلعَ الشمسُ من مَغْرِبها، فإذا طلعت من مغرِبها آمن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015