مَعَهُمْ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (150)}.

المعنى: قل هاتوا شهداءكم - أيها المشركون - الذين يشهدون ما زعمتم من التحليل والتحريم أن الله شرعه لكم. فإن فعلوا فاحذر - يا محمد - تصديقهم. {فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ} - قال ابن جرير: (فإنم كذبة وشهود زور في شهادتهم بما شهدوا به من ذلك على الله). ثم احذر من اتباع أهواء قوم كذبوا بآيات الله ولقائه، وأسرفوا على أنفسهم بعبادة غيره من الأنداد والطواغيت وعدلوهم بربهم ظلمًا وعدوانا.

151 - 153. قوله تعالى: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152) وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)}

في هذه الآيات: قل يا محمد - لهؤلاء المتجرئين على ربهم بالتشريع - تعالوا أيها القوم فاسمعوا ما حرّم ربكم عليكم حقًا، إنه حرّم أول ما حرّم عليكم الشرك به في العبادة أو التشريع، كما حرّم عليكم العقوق فأوصى بالوالدين إحسانًا، وحرّم قتل الأولاد ووأدهم خشية الفقر والضيق، وبشر برزقهم وإياكم، وحرم الفواحش الظاهرة والباطنة مما تخفون أو تعلنون، وحزم قتل النفس وسفك الدماء إلا بالحق، هذه وصية ربكم إليكم لعلكم تعقلون. ثم نهى عن العبث في مال اليتيم، بل أمر بحفظه واستثماره بالتي هي أحسن حتى يبلغ اليتيم فيستفيد منه، وأمر بالوفاء في الكيل والميزان ونبذ التلاعب والاحتكار، والأصل بذلك العدل فمن أحسن فله، ولكن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها، ثم إذا حكمتم بين الناس بقول أو فعل فانصبوا الإنصاف والعدل سبيلًا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015