أخرج أبو نعيم في الحلية بسند حسن عن أبي أمامة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [إن روح القدس نفث في رُوعي أن نفسًا لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملن أحدكم أستبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله، فإن الله تعالى لا يُنال ما عنده إلا بطاعته] (?).
وأخرج ابن ماجه في سننه بسند صحيح عن أبي الدرداء رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [آلفقر تخافون؟ والذي نفسي بيده، لَتُصَبَّنَّ عليكم الدنيا صبًا، حتى لا يزيغَ قلب أحدكم إن أزاغه إلا هي، وايم الله، لقد تركتكم على مثل البيضاء، ليلها ونهارها سواء] (?).
وقوله: {إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}.
قال ابن جرير: (إن الشيطان لكم عدو يبغي هلاككم وصدكم عن سبيل ربكم، {مُبِينٌ}، قد أبان لكم عداوته، بمناصبته أباكم العداوة، حتى أخرجه من الجنة بكيده، وخَدَعه حسدًا منه له، وبغْيًا عليه).
وآيات القرآن كثيرة في مظاهرة العداوة مع هذا الشيطان اللعين وأعوانه:
1 - قال تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [فاطر: 6].
2 - وقال تعالى: {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا} [الكهف: 50].
3 - وقال سبحانه: {يَابَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا. . .} [الأعراف: 27]
وقد حفلت السنة الصحيحة كذلك بالحث على مخالفته ومبادلته العداوة - في أحاديث، منها:
الحديث الأول: أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -