وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ} [آل عمران: 91].
وقوله: {أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ}.
أي: هؤلاء المشار إليهم الذين اتخذوا دينهم لعبًا ولهوًا وأسلموا للهلاك ولا ناصر ولا شفيع، إنما أسلموا إلى العذاب والهلاك بسبب اغترارهم بهذه الحياة الدنيا، وإنكارهم الحساب في الآخرة، والانهماك في الشهوات المحرمة واستباحتها.
قال القاسمي: ({لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ}. أي: ماء مغليّ يتجرجر في بطونهم، وتتقطع به أمعاؤهم، {وَعَذَابٌ أَلِيمٌ} أي: بنار تشعل بأبدانهم، {بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ} أي: بسبب كفرهم).
71 - 73. قوله تعالى: {قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالمِينَ (71) وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (72) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (73)}.
في هذه الآيات: يقول جلت عظمته لنبيه - صلى الله عليه وسلم - قل يا محمد لهؤلاء الجاحدين إفراد الله تعالى بالتعظيم، العادلين بربهم الأوثان والأنداد، الداعين لك إلى عبادة آلهتهم والأصنام معهم: أندعو من دون الله حجرًا أو خشبًا أو خلقًا آخر ضعيفًا لا يملك القدرة على جلب منفعة أو دفع مضرة، ونترك عبادة الله الواحد الأحد الصمد الذي بيده النفع والضر والحياة والموت والعز والذل، ونرد على أدبارنا منتكسين لم نظفر بحاجتنا ولم تجب دعوتنا، بعد أن لمسنا عز الهداية وأُنْسَ القرب من الله، فنكون في هذا التدلي كالرجل استتبعه الشيطان فهو يمضي في الحياة حيران، له أصحاب على الحق واستقامة المنهج ينادونه إلى الامتثال وسلوك سبيل النجاة، وهو يأبى ذلك ويهوي في ضلاله. قل يا محمد لهؤلاء المتخبطين في منهاجهم ذلك: إن طريق الله هو الهدى وأمرنا بلزومه