عن السدي: ({وَلَكِنْ ذِكْرَى}، يقول: إذا ذكرت فقم، {لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} مساءتكم، إذا رأوكم لا تجالسونهم استحيوا منكم، فكفوا عنكم).

70. قوله تعالى: {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (70)}.

في هذه الآية: يقول تعالى ذكره لنبيه - صلى الله عليه وسلم - في متابعة خطابه: ذر يا محمد هؤلاء الذين حوّلوا علاقتهم بدينهم إلى اللهو واللعب والاستهزاء، وقد اغتروا بزينة هذه الحياة الدنيا فألهتهم وفتنتهم وأنستهم الموت والسؤال والعذاب، وذكرهم بهذا القرآن وما فيه من الوعيد فلا تبسل أنفسهم بما كسبت من الأوزار فتحبس وتسلم للعذاب، ثم لا يقبل من أي نفس أبسلت يومئذ ولو جاءت بملء الأرض ذهبًا لتفتدي به من الشراب الحميم والعذاب الأليم، الذي أعدّ للذين أبسلوا بما كسبوا من الآثام وكانوا يكفوون.

فقوله: {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا}.

أي: دعهم واعتزلهم فإنهم بذلك على خَطر عظيم.

قال القرطبي: (أي: لا تعلّق قلبك بهم فإنهم أهل تَعنّت وإن كنت مأمورًا بِوَعْظِهم).

وقال النسفي: ({وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ} الذي كلفوه ودعوا إليه وهو دين الإسلام {لَعِبًا وَلَهْوًا} سخروا به واستهزؤوا).

وقوله: {وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا}.

أي: انحصر اهتمامهم وعلمهم بهذه الحياة الفانية وزينتها.

وقوله: {وَذَكِّرْ بِهِ}.

أي: بالقرآن أو الحساب أو الموقف يوم الحسرة والندامة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015