ما أهل الحياة الدنيا إلا أهل لعب ولهو. وقيل: ما أعمال الحياة الدنيا إلا لعب ولهو لأنها لا تعقب منفعة كما تعقب أعمال الآخرة المنافع العظيمة).
4 - وقيل: معنى {لَعِبٌ وَلَهْوٌ} باطل وغرور. وقيل: (المعنى متاعُ الحياة الدنيا لعب ولهوٌ، أي: الذي يشتهونه في الدنيا لا عاقبة له، فهو بمنزلة اللعب واللهو) ذكره القرطبي.
3 - وقال ابن كثير: ({وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ} أي: إنما غالبها كذلك).
قلت: والراجح من المعنى لهذه الآية أنها متصلة بالآية قبلها، لتدحض قول الكافرين: {وَقَالوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ} - فجاء توضيح حقيقة هذه الحياة الدنيا، أنها للكفار دار لهو ولعب، وللمؤمنين دار استثمار وعمل، فيفوز العاملون المؤمنون في الآخرة، ويشقى الكفار اللاهون اللاعبون.
أخرج الترمذي وابن ماجة والحاكم بسند صحيح من حديث سهل بن سعد، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: [لو كانت الدنيا تَعْدِلُ عند الله جناحَ بعوضة ما سقى كافِرًا منها شَرْبَةَ ماء] (?).
وأخرج ابن حبان في صحيحه، وأحمد في مسنده، بسند صحيح عن ابن عباس: [أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخل عليه عمر وهو على حصير قد أثر في جنبه فقال: يا نبي الله لو اتخذت فراشًا أوثر من هذا؟ فقال: ما لي وللدنيا؟ ! ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف، فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار، ثم راح وتركها] (?).
وله شاهد عند الترمذي وابن ماجة عن عبد الله مرفوعًا: [ما لي وللدنيا؟ ! ما أنا والدنيا؟ ! إنما مثلي ومثل الدنيا كراكب ظَلَّ تحت شجرة ثم راح وتركها] (?).
وأخرج الإمام أحمد بسند صحيح عن خولة بنت قيس امرأة حمزة بن عبد المطلب، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخل على حمزة فتذاكرا الدنيا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: [إن الدنيا خَضِرَةٌ