{فَقَال الَّذِينَ كَفَرُوا} يعني الذين لم يؤمنوا بك وجحدوا نبوّتك. {إن هذا} أي: المعجزات. {إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ}).

وقوله: {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي}.

الوحي أقسام: وحي التنزيل، ووحي الإلهام، ووحي الإعلام.

1 - فوحي التنزيل: هو الوحي من الله تعالى بإرسال جبريل إلى الرسل صلوات الله وسلامه عليهم.

2 - ووحي الإلهام: هو إفهام الله تعالى بعض عباده بأمر يريده أو يحبه، كما في هذه الآية.

3 - وحي الإعلام: ويكون في اليقظة والمنام. قال أبو عبيدة: (أوحيت بمعنى أموت). وفي التنزيل قوله تعالى: {بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5)} [الزلزلة: 5].

أما في لغة العرب: الوحي معناه الإلهام. وهو المعنى المراد هنا بهذه الآية، وهو القسم الثاني من أقسام مفهوم الوحي في الكتاب والسنة.

فيكون المعنى: {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ} أي: ألهمتهم وأفهمتهم وقذفت في قلوبهم {أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي}. قال السدي: {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ}، يقول: قذفت في قلوبهم)، وقال الحسن البصري: (ألهمهم الله - عز وجل - ذلك)، فصدقوا وآمنوا وامتثلوا ما أمروا به من الله تعالى.

قال ابن كثير: (ويُحْتَمل أن يكون المرادُ: وإذ أوحيت إليهم بواسطتك فدعوتُهم إلى الإيمان بالله وبرسوله، واستجابوا لك وانقادوا وتابعوك، فقالوا: {آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ}).

112 - 115. قوله تعالى: {إِذْ قَال الْحَوَارِيُّونَ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَال اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (112) قَالوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113) قَال عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015