النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج حين زاغت الشمس فصَلَّى الظُّهْرَ، فلما سَلَّم قام علي المِنْبَرِ فذكر الساعة، وذكر أن بين يديها أمورًا عِظامًا، ثم قال: مَنْ أَحْبَّ أن يسأل عن شيء فليسألْ عنه، فوالله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكُمْ به ما دُمْتُ في مقامي هذا، قال أنس: فأكثر الأنصار البكاء، وأكثر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقول: "سلوني"، فقال أنس: فقام إليه رجل فقال: أين مَدْخَلِي يا رسول الله؟ قال: "النار"، فقال عبد الله بن حُذافة فقال: مَنْ أَبي يا رسول الله؟ قال: "أبوك حُذافَة". قال: ثم أكثر أن يقول: "سلوني سلوني"، فَبَرَك عُمَر على رُكْبَتَيْهِ فقال: رضينا بالله ربًّا، وبالإسلامِ دينًا، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - رسولًا، قال: فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قال عُمر ذلك، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أَوْلى، والذي نفسي بيده لقد عُرِضَتْ عليَّ الجنَّةِ والنار آنفًا في عُرْضِ هذا الحائط وأنا أصلي، فلم أرَ كاليوم في الخير والشَّرِ" (?).

الحديث الرابع: أخرج البخاري من حديث أبي عَوَانَةَ: حدَّثنا عبدُ الملك عن وَرَّادٍ كاتب المغيرة قال: كتَب معاوية إلى المغيرة: اكتبْ إليَّ ما سمعتَ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فكتبَ إليه: إن نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في دُبُر كل صلاة: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مَانِعَ لما أعطيت، ولا مُعْطِيَ لما مَنَعْتَ، ولا يَنفَعُ ذا الجدِّ مِنكَ الجَدُّ" وكتب إليه: إنه كان ينهى عَنْ: قيلَ وقالَ، وكَثْرَة السُّؤَالِ، وإضاعة المال، وكان ينهى عن: عقوق الأمَّهات، وَوَأد البناتِ، ومَنْعٍ وهَاتِ" (?).

الحديث الخامس: أخرج البخاري عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [دعوني ما تركتكم، فإنما هَلكَ مَنْ كان قَبْلَكُمْ سُؤَالهُمْ واخْتِلافُهُم على أنبيائِهمْ، فإذا نَهْيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بشيء فائتوا منه ما استطعتم] (?).

الحديث السادس: أخرج الدارقطني بسند جيد عن أبي ثعلبة الخشني قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [إن الله فَرَضَ فرائضَ فلا تُضَيِّعُوهَا، وحَرَّمَ حُرُمات فلا تَنْتَهكوها،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015