الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (97) اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (98) مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ (99)}.
في هذه الآياتِ: حِلُّ صيد البحر وطعامه، وتَحْرِيمُ صيد البر على المُحْرِمِ، وَأَمْرٌ بالتقوى والاستعداد للقاء الله تعاالى. ثم بيان أن الكعبة صيّرها الله قوامًا للناس الذين لا قِوَام لهم من رئيس يحجز قويهم عن ضعيفهم، ومسيئهم عن محسنهم، وظالمهم عن مظلومهم، وكذا الشهر الحرام والهدي والقلائد يحجز الله بكل واحد من ذلك الناس بعضهم عن بعض، وهي معالم لدينهم، ومصالح أمورهم، والله عليم بكل ما يجري في هذا الكون، شديد العقاب لمن عاند أمره، غفور رحيم لمن استعتب واستغفر من إساءته، وقد أرسل رسوله بالبلاغ المبين، وهو سبحانه يعلم ما تبدون وما تكتمون.
فقوله: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ}.
قال ابن عباس: (صيده، ما صيد منه). وقال: (صيده، الطريّ). وقال سعيد بن جبير: (السمك الطري). وقال السدي: (أما {صيد البحر} فهو السمك الطري، هي الحيتان). قالت مجاهد: (يصطاد المحرم والمحلُّ من البحر، ويأكل من صيده). وقال ابن عباس: (طعامه ما قذف). أو قال: (كل ما ألقاه البحر). أو قال: (ما لفظ من ميتتة). وقال أيضًا: (ما وجد على الساحل ميتًا).
أخرج الإمام أحمد وأصحاب السنن بسند صحيح عن أبي هريرة قال: [جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول - صلى الله عليه وسلم - إنا نركب البحر، ونحمل معنا القليل من الماء، فإن توضأنا به عطشنا. أفنتوضأ من البحْر؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هو الطَّهورُ ماؤه، الحِلُّ مَيْتَتُه] (?).
وأخرج ابن ماجة بسند جيد عن ابن الفِرَاسِيِّ، قال: [كنت أصيد وكانت لي قِرْبَةٌ