الذي لا ينتفع معه بشيء بوجه من الوجوه، لا بشرب ولا بيع ولا تخليل ولا مداواة ولا غير ذلك).

قلت: وقد حفلت السنة الصحيحة بآفاق هذا المعنى في أحاديث تبيّن مفاسد الخمر كما تبين تحريم الانتفاع بها.

الحديث الأول: روى مسلم في صحيحه عن ابن عباس قال: [إنَّ رَجُلًا أهدى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - راويةَ خَمْرٍ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هل عَلِمْتَ أنَّ الله تعالى قَدْ حَرَّمَها؟ قال: لا، فَسَارَّ إنسانًا، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بِمَ سارَرْتَهُ؟ فقال: أمَرْتُهُ ببَيْعِها، فقال: إنَّ الذي حَرَّمَ شُرْبَها حَرَّمَ بَيْعَها. قال: فَفَتَحَ المَزَادَةَ حتى ذهب ما فيها] (?).

الحديث الثاني: أخرج الإمام أحمد في المسند، والطبراني في المعجم، والبيهقي في "شعب الإيمان" بإسناد صحيح عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: [أتاني جبريل فقال: يا محمد إن الله عز وجل لعن الخمر، وعاصرها، ومعتصرها، وشاربها، وحاملها، والمحمولة إليه، وبائعها، ومبتاعها، وساقيها، ومستقيها] (?).

الحديث الثالث: أخرج الطبراني في "الأوسط" بسند حسن، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [الخمر أم الخبائث، فمن شربها لم تُقْبَل صلاتُه أربعين يومًا، فإن مات وهي في بطنه مات ميتةً جاهلية] (?).

الحديث الرابع: أخرج الطبراني في "الأوسط" بسند حسن عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [الخمر أم الفواحش، وأكبر الكبائر، مَنْ شَربَها وقع على أمه وخالته وعمته] (?).

الحديث الخامس: أخرج الإمام أحمد بسند صحيح عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [مدمن الخمر إن مات لقي الله كعابد وثن] (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015