وَلَدًا (92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا} [مريم: 88 - 95].

وقوله: {وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا}. قال ابن جرير: (يقول: وحسب ما في السماوات وما في الأرض بالله قيِّمًا ومدبِّرًا ورازقًا، من الحاجة معه إلى غيره).

172 - 173. قوله تعالى: {لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا (172) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (173)}.

في هذه الآيات: لن يأنف المسيح عيسى عليه الصلاة والسلام أن يكون عبدًا خاضعًا لله ولن يتكبر عن ذلك، وكذلك الملائكة المقربون، لا يمتنعون من الإقرار لله بالعبادة والتعظيم وحده لا شريك له، فمن يأنف من التذلل لله ويستكبر فالجميع قادمون يوم الحشر لموعده. فيعز المؤمنين الخاضعين ويزيدهم من الثواب ويضاعف لهم أعمالهم الصالحات، ويعذب الذين تكبروا عن عبادته عذابًا مخزيًا لا نصير لهم ولا منقذ ولا سبيل لمنعه عن أنفسهم.

قال قتادة: {لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ}: لن يحتشم المسيح أن يكون عبدًا لله ولا الملائكة).

وقوله: {الْمُقَرَّبُونَ}. أى: الذين قرّبهم الله ورفع منازلهم واختصهم بمراتب مميزة.

وقوله: {وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا}. أي: - كما قال شيخ المفسرين -: (ومن يتعظّم عن عبادة ربه، ويأنف من التذلل والخضوع له بالطاعة من الخلق كلهم، ويستكبر عن ذلك، {فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا}، يقول: فسيبعثهم يوم القيامة جميعًا، فيجمعهم لموعده عنده).

وقوله: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ}. يعني: يثيبهم على الأعمال الصالحة، ويزيد في بعضها من الثواب ورفع الدرجات مما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015