[والذي نفسي بيده، ليوشكن أن ينزل فيكم ابنُ مريم، حكمًا عدلًا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد، حتى تكون السجدة الواحدة خيرًا من الدنيا وما فيها. ثم يقول أبو هريرة: فاقرؤوا إن شئتم: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} الآية] (?).

الحديث الثاني: أخرج أبو داود بسند صحيح عن أبي هريرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [ليس بيني وبينه نبيُّ - يعني عيسى - وإنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه: رجل مَرْبوعٌ، إلى الحمرة والبياض، بين ممَصَّرتَيْن - الممصرة: ثياب فيها صفرة خفيفة - كأن رأسه يقطر، وإن لم يصبه بلل، فيقاتل الناس على الإسلام، فيدقُّ الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام، ويهلك المسيح الدجال، فيمكث في الأرض أربعين سنة، ثم يُتوفى فيصلي عليه المسلمون] (?).

الحديث الثالث: يروي ابن ماجة والحاكم وابن خزيمة بسند صحيح من حديث أبي أمامة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [ .. فيكون عيسى بن مريم في أمتي حكمًا عدلًا، وإمامًا مقسطًا، يدق الصليب، ويذبح الخنزير، ويضع الجزية، ... وتكون الكلمة واحدة، فلا يعبد إلا الله، وتضع الحرب أوزارها .... ] الحديث (?).

وقد فصلت كل هذه الأحوال - من صفات عيسى عليه الصلاة والسلام، ونزوله وأعماله إلى موته - في كتابي: أصل الدين والإيمان، عند الصحابة والتابعين لهم بإحسان، فَلِلّه الحمد والمنة.

160 - 162. قوله تعالى: {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا (160) وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَال النَّاسِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015