ورواه البزار من حديث أبي هرِيرة: [أن رجلًا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إن لي جارًا يؤذيني. فقال له: أخرج متاعك فَضَعْه على الطريق. فأخذ الرجل متاعه فطرَحَهُ على الطريق، فكل من مَرَّ به قال: ما لك؟ قال: جاري يؤذيني، فيقول: اللهم العنه، اللهم أخزه. قال: فقال الرجل: ارجع إلى منزلك، والله لا أؤذيك أبدًا].
وقوله: {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا}.
أي: كان الله ولم يزل {سَمِيعًا} بما تجهرون به من سوء القول ومن جميع كلامكم، {عَلِيمًا} بما تخفون وما تعلنون من قولكم وكلامكم، وسيجازيكم على إحسانكم أو إساءتكم.
وقوله تعالى: {إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا}.
المعنى: إن إخفاءكم خير القول أو إظهاره، أو عفوكم عمن أساء إليكم، هو مما يقربكم عند ربكم. والله هو العفو القدير: يعفو عن مسيئكم إن تاب ويصفح عنه، وهو ذو قدرة على الانتقام من كل مسيء بقول أو عمل.
أخرج الإمام أحمد بسند صحيح عن عبد الرحمن بن عوف، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [ثلاثٌ أُقْسِمُ عليهن: ما نقصَ مالٌ قط من صدقة، فتصدقوا. ولا عفا رجل عن مظلمة ظُلِمَها إلا زاده الله تعالى بها عِزًّا، فاعفوا يزدكم الله عِزًّا، ولا فتح رجل على نفسه باب مسألة يسأل الناس إلا فتح الله عليه باب فقر] (?).
150 - 152. قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (150) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا