أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشرَّ أمسك عنه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة] (?).
الحديث الثالث: أخرج البخاري ومسلم عن أبي موسى، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [إن الله تعالى ليُملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يُفْلته] (?).
الحديث الرابع: أخرج أبو داود بسند صحيح عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [إذا أراد الله بالأمير خيرًا جعل له وزير صدق، إن نَسِيَ ذكَّره، وإن ذكر أعانه، وإذا أراد به غير ذلك جعلَ له وزيرَ سوء، إن نسيَ لم يذكِّره، وإن ذكر لم يُعِنْهُ] (?).
وقوله: {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالى يُرَاءُونَ النَّاسَ}.
قال ابن زيد: (هم المنافقون، لولا الرياء ما صلوا). وقال قتادة: (والله لولا الناس ما صلّى المنافق، ولا يُصَلي إلا رياء وسُمْعة).
وقال ابن عباس: (يكرهُ أن يقوم الرجل إلى الصلاة وهو كسلان، ولكن يقوم إليها طَلْق الوجه عظيم الرَّغبة شديد الفرح، فإنه يناجي الله وإن الله تجاهه يغفر له ويجيبه إذا دعاه، ثم يتلو ابن عباس هذه الآية: {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالى}. رواه ابن مردويه عن عطاء عن ابن عباس.
وقوله: {وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا}. قال الحسن: (إنما قلَّ لأنه كان لغير الله).
وقال قتادة: (إنما قلّ ذكر المنافق، لأن الله لم يقبله. وكل ما ردَّ الله قليل، وكل ما قبل الله كثير).
والمقصود أن المنافقين هذه صفتهم في أجل الأعمال وأشرفها وهي الصلاة، فقد أفسدت عليهم نيّتهم كل خشية أو خوف من الله، فقاموا بين يديه كسالى مستهترين.
وفي الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حَبْوًا، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتُقام، ثم آمر رجلًا فيصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال، ومعهم حُزَمٌ