تسعة فمن أنت لا أمَّ لك؟ قال: أنا فلانُ بن فلان ابن الإسلام. فأوحى الله إلى موسى، أن قل لهذين المنتسبين: أما أنت أيها المنتسب إلى تسعة في النار فأنت عاشرهم في النار، وأما أنت أيها المنتسب إلى اثنين في الجنة فأنت ثالثهما في الجنة] (?).

وقوله. {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ}.

هذه الآية العظيمة -آية المفاصلة- أو -آية الولاء والبراء- بين المؤمنين والمنافقين أو الكافرين، فلا يجوز للمسلم أن يجلس في مكان يُستهزأ به في دين الله، ولا يجوز له أن يقعد مع قوم ينالون من أمر الله أو منهاجه أو من رسله، أو يتحاكمون لغير هذا الدين العظيم، الذي ارتضاه سبحانه منهجًا فريدًا للعالمين. فإن استمر في الجلوس معهم وهم على ذلك كان مثلهم، وتوعده الله أن يجمعه معهم في العذاب يوم القيامة.

وقد كان الوعيد أخف في سورة الأنعام: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ} إلى أن قال: {وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} وهي مكية. فجاء التهديد الشديد في آية النساء -وهي مدنية-: {إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ}. أي في المأثم.

أخرج الترمذي والدارمي والحاكم بسند حسن عن جابر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمّام بغير إزار، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يُدخل حليلتَه الحمام، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلسْ على مائدة يُدار عليها الخمر] (?).

قال الشيخ الإسلام: (فاتباع سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - واتباع شريعته باطنًا وظاهرًا هو موجب محبة الله، كما أن الجهاد في سبيل الله، وموالاة أوليائه ومعاداة أعدائه هو حقيقتها) (?).

وفي الصحيحين وسنن ابن ماجة عن حذيفة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [تكون دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها، هم قومٌ من جلدتنا، يتكلمون بألسنتنا،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015