من الكبائر والصغائر، فالشرك ضلال بعيد، إنهم يدعون أوثانًا ويزعمون الملائكة بناتًا، وهم يدعون شيطانًا مريدًا استحق لعنة الله فتوعد بإضلال الذرية من بني آدم، بأمرهم بتغيير خلق الله وتبتيك آذان الأنعام واتباع الجاهلية، فيتوعد الله من يطيعه بصلي نار جهنم. وأما المؤمنون الذين يعملون الصالحات فقد وعدهم ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار فيها نعيم وخلود، والله أصدق القائلين.

قال السدي: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}، يقول: من يجتنب الكبائر من المسلمين).

وقوله: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا}. أي زال بشركه عن قصد السبيل، وطريق الحق زوالًا شديدًا، فالضياع كل الضياع، والضلال كل الضلال في الشرك.

وقوله: {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا} - فيه أكثر من تأويل:

1 - إن يدعون من دونه إلا اللات والعزى ومناة، فسماهن الله إناثًا بتسمية المشركين إياهنّ بتسمية الإناث. قال السدي. (يسمونهم "إناثًا": لاتٌ ومناة وعُزَّى).

وقال أبو مالك: (اللات والعزى ومناة، كلها مؤنث). وقال ابن زيد: (آلهتهم، اللات والعزى ويَسَاف ونائلة، إناث، يدعونهم من دون الله. وقرأ: {وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا}).

2 - قيل بل المعنى: إن يدعون من دونه إلا مواتًا لا رُوح فيه.

قال ابن عباس: ({إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا} يقول: مَيْتًا). وقال قتادة: (إلا ميتًا لا رُوح فيه). وقال الحسن: (و"الإناث" كل شيء ميت ليس فيه روح: خشبة يابسة أو حجر يابس).

3 - قيل بل عني بذلك قول المشركين: الملائكة بنات الله.

قال الضحاك: ({إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا}، قال: الملائكة، يزعمون أنهم بنات الله).

4 - قيل بل المعنى: (الإناث: الأوثان). قال مجاهد: ("إناثًا". أوثانًا).

والقول الأول هو الراجح وهو اختيار شيخ المفسرين ابن جرير رحمه الله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015