«وأجيب، بأن الحديث صحيح، وهو غير مراغم للنص (?) ، ولا يلزم عليه حطّ منصب النبوة والتشكيك فيها، لأن الكفار أرادوا بقولهم «مسحور» أنه مجنون، وحاشاه.. ولو سلّم إرادة ظاهره، فهو من قبيل هذه القصة، أو مرادهم أن السحر أثّر فيه، وأن ما يأتيه من الوحى، من تخيلات السحر، وهو كذب أيضا، لأن الله تعالى، عصمه فيما يتعلق بالرسالة، وأما ما يتعلق ببعض أمور الدنيا التي لم يبعث عليه الصلاة والسلام بسببها، وهى مما يعرض للبشر، فغير بعيد أن يخيل إليه من ذلك ما لا حقيقة له.. وقد قيل إنه كان يخيل إليه أنه وطىء زوجاته وليس بواطىء.. وقد يخيل لإنسان مثل هذا فى المنام، فلا يبعد تخيله فى اليقظة» .
وهذا- كما ترى- دفاع متهافت، فإن التسلط على البدن والجوارح، من شأنه أن يجوز على التفكير، وأن يفسد الرؤية الصحيحة للأمور، كما حدث ذلك فيما دخل على النبي، وعلى تصوراته، كما يقول الحديث!! وأما ابن قيم الجوزية، فيعلق على حديث السحر بقوله:
«هذا الحديث ثابت عند أهل العلم بالحديث، متلقّى منهم بالقبول..
لا يختلفون فى صحته، وقد اعتاص على كثير من أهل الكلام وغير هم، وأنكروه أشد الإنكار، وقابلوه بالتكذيب، وصنف فيه بعضهم مصنفا منفردا، حمل فيه على هشام- ابن عروة بن الزبير- راوى الحديث عن السيدة