من دور وقصور.. وفى التعبير عن يوم القامة، بدكّ الأرض «دكا دكا» - إشارة الى أن ما بين أيديهم من متاع الحياة الدنيا سيتحول إلى حطام وأنقاض، فيكون بعضا من هذه الأرض التي لا يبقى على وجهها شىء، مخلّفا وراءه الويل لهم، والحساب العسير على ما أكلوا من حقوق، وما ضيعوا من واجبات.
وقوله تعالى: «وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا» - أي جاء أمر الله وسلطانه ونصبت موازين الحساب، ووقف الملائكة فى المحشر جندا حراسا، ينفذون أمر الله، ويسوقون أهل الضلال إلى النار، وأهل الإيمان إلى الجنة..
«ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ» (103: هود) وقوله تعالى: «وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ» - برزت جهنم لأهلها، فهذا هو يومها، ويوم المنذرين بها، المعذبين فيها.. «وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى»
(36: النازعات) وقوله تعالى: «يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى» - أي فى هذا اليوم يعقل الإنسان كل شىء، ويعلم عن يقين ما فاته علمه فى الدنيا من حق.. ولكن لا ننفعه الذكرى، ولا يفيده العلم، فقد طويت صحف الأعمال، ولا سبيل إلى تدارك ما فات! وقوله تعالى: «يَقُولُ يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي» إنه الندم الذي يملأ القلب حسرة وكمدا، وإنه النظر اليائس المتحسر إلى سقاء الماء وقد أربق كل ما فيه، فى وسط صحراء ليس فيها قطرة ماء!! وفى قوله «لحياتى» - إشارة إلى أن هذه الحياة- حياة الآخرة- هى حياة الإنسان حقا، وأن الحياة الدنيا ليست إلا معبرا إلى هذه الحياة..