وقوله تعالى: «مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ» : أي مقدّرة، ومهيأة عند الله ومرصودة لهؤلاء القوم «المسرفين» الذين جاوزوا الحدّ فى الضلال، وفى ارتكاب هذا المنكر الذي كانوا يعيشون فيه، ففى كل حجر سمته التي وسم بها، والتي تحدّد له موقعه من القوم، وصرعاه الذين يقع عليهم..
«فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ» ..
لم تذكر الآيات هنا ما كان من إبراهيم من مراجعة الملائكة فى هذا الأمر الذي جاءوا به، ومن تخوفه على لوط أن يناله سوء مما يحل بهؤلاء القوم الذين سترسل السماء عليهم هذه الحجارة المهلكة، ولوط بينهم- لم تذكر الآيات هذا، لأنه قد ذكر فى مواضع أخرى، كما فى قوله تعالى على لسان إبراهيم: «قالَ إِنَّ فِيها لُوطاً» وقد أجابه الملائكة بقولهم: «نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها.. لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ» (33: العنكبوت) .
وهذا القول هو من الله سبحانه وتعالى، وهو إخبار بما انتهى إليه أمر هؤلاء القوم المسرفين، وما كان من نجاة لوط ومن آمن معه..
والضمير «فيها» للقرية، قرية لوط وقومه.. ولم تذكر هنا، لأنها معروفة بما ذكر عنها فى مواضع أخرى من القرآن الكريم، ثم لأنها معروفة ضمنا فى هذا الحديث، إذ من المعروف أن القوم يسكنون فى قرية أو قرى! ..
«فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ» ..
أي لم يكن فى هذه القرية إلا بيت واحد استحق السلامة والنجاة من هذا البلاء الذي أتى على القرية وأهلها.. وهو بيت لوط ومن آمن من أهله.
«وَتَرَكْنا فِيها آيَةً لِلَّذِينَ يَخافُونَ الْعَذابَ الْأَلِيمَ» ..
أي أن هذه القرية قد ذهبت بمن فيها، وبقي من هذه القرية آثار واضحة