كلّه- وقد صارت ترابا، وعظاما؟ أيقوم منها هذا الإنسان إلى الحياة مرة أخرى؟.
وقوله تعالى:
«أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ» ! أي وهل إذا صحّ- فرضا- أن يبعث الموتى الذين ماتوا من إخوانهم، أو أبنائهم، أو آبائهم الأقربين، أيصح- ولو فرضا- أن يبعث آباؤهم الأولون الذين ماتوا منذ مئات السنين؟ أهذا مما يعقل؟.
قوله تعالى:
«قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ داخِرُونَ» ..
هو جواب على أسئلتهم تلك المكذبة، المنكرة..
إنه تحدّ لهذا الإنكار، وإهدار له.. ولهذا كان الجواب «نعم» وكأنه جواب عن سؤال يريد به صاحبه أن يعرف الحقيقة، وينشد المعرفة..
وقوله تعالى: «وَأَنْتُمْ داخِرُونَ» جملة حالية من نائب فاعل فعل محذوف، تقديره: نعم، تبعثون.. «وَأَنْتُمْ داخِرُونَ» أي صاغرون، مقهورون، لا تملكون من أمركم شيئا..
قوله تعالى:
«فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ فَإِذا هُمْ يَنْظُرُونَ» .
الزجرة: الصيحة المفزعة.. وهى صوت البعث الذي يفزع له أهل الكفر والشرك، الذين كانوا ينكرون البعث.
وقوله تعالى: «فَإِذا هُمْ يَنْظُرُونَ» .. إذا للمفاجأة، وهى تدل على وقوع الحدث فجأة وعلى غير انتظار وتوقّع له.