الآيات السابقة.. مثل قوله تعالى: «رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَرَبُّ الْمَشارِقِ.. إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ.. وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ.. لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ.. دُحُوراً وَلَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ» .. فهذه كلها آيات كونية، يرى فيها ذوو الأبصار دلائل ناطقة بقدرة الله، وبسطة سلطانه.. ولكن المشركين يتخذون منها مادة للهزء والاستسخار!.
قوله تعالى:
«وَقالُوا إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ» ..
الإشارة هنا إلى أمر البعث، وما حدّثوا به من منكر القول فى هذا المثل الذي ضربوه بقولهم: «مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ» .. فالحديث عن البعث متصل لم ينقطع بين سورتى يس، والصافات.. ويجوز أن تكون الإشارة إلى مقول قولهم فى الآية التالية..
وهم هنا ينفون نفيا قاطعا أن يكون هناك بعث، فإن كان فهو من شىء لا واقع له، وإنما هو من حيل السّحر، وألاعيب السّحرة! «إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ..»
قوله تعالى:
«أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ؟» .
استفهام إنكارى لأن تعود الحياة مرة أخرى إلى الأموات.. إذ كيف ترجع هذه الأجسام التي صارت ترابا، أو تلك التي ما تزال عظاما- كيف ترجع إليها الحياة مرة أخرى؟ كيف هذا، والإنسان إذا فسد عضو من أعضائه وهو حىّ- لا يمكن إصلاحه.. فكيف بهذه الأعضاء- وهى الإنسان