التفسير فى هذه الآيات مقطع من غزوة الأحزاب، المعروفة بغزوة الخندق..
وكان يهود المدينة، من بنى قريظة وبنى النضير، قد حرّضوا قريشا على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فقد جاء إلى مكة نفر من رؤساء اليهود، وقالوا لقريش إنا سنكون معكم حتى نستأصله، ونخرجه من المدينة، فنشطت قريش لذلك، وأخذت تستعد للحرب، وتدعو لها أحلافها..
ثم جعل اليهود يثيرون القبائل لهذه الحرب، فاستجابت لهم قبائل كثيرة..
فلما استكملت قريش عدتها، خرجت هى وحلفاؤها في جيش كثيف، يقوده أبو سفيان.. وكان ذلك في شوال من سنة خمس من الهجرة..
أما اليهود، فقد استعدوا في داخل المدينة، ليأخذوا النبي والمسلمين من ظهورهم، إذا التحم القتال بينهم وبين قريش..
ولما علم النبي- صلى الله عليه وسلم- بما أجمع عليه القوم من هذه الأحزاب المتحزّبة على حربه، استشار أصحابه، فيما يلقى به هذه الجيوش الكثيفة.. فاستقر الرأى على أن يقيم المسلمون خندقا حول المدينة، وقيل إن هذا الرأى كان من سلمان الفارسي..
وبدأ المسلمون في حفر الخندق، وقد عمل معهم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان المسلمون يرتجزون وهم يعملون، بهذا الرجز: