سبحانه: «الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ.. أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ» (28: الرعد) .

والرسول الكريم، ينوّه بشأن القلب، ويكشف عن آثاره فى الإنسان، فيقول- صلوات الله وسلامه عليه- «ألا وإن فى الجسد مضغة، إذا صالحات صلح الجسد كلّه، وإذا فسدت فسد الجسد كلّه.. ألا وهى القلب» ..

ويقول الرسول الكريم فى تعريف الخير والشر، وفى التعريف عليهما:

«البرّ ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك فى النفس، وتردّد فى الصدر.. استفت قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك» ..

الإسلام إذن، يعترف بالخير والشرّ.. لأنهما أمران واقعان فى الحياة، يعيشان فى الناس، ويعيش فيهما الناس.. وقد جاءت الشريعة الإسلامية آمرة بالخير، ناهية عن الشر.. وأشارت إلى أمور بذاتها عدّتها خيرا، وأخرى اعتبرتها شرّا.. ثم جمعت الخير كله فى دائرة واحدة هى «المعروف» وطوت الشر كله تحت حكم واحد، هو «المنكر» : يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر» .

فالخير هو «المعروف» أو وجه بارز من وجوه المعروف، والشر هو المنكر، أو وجه كالح من وجوه «المنكر» .. والسؤال هنا- ونحن فى معرض البحث عن الخير والشر- إذا كان الخير أمرا محمودا، ودعوة من دعوات السماء إلى لقائه، والعمل به- فلم كان هذا الشرّ؟ وما حكمة وجوده؟

الشرّ موجود.. هذه حقيقة مسلّم بها، لا سبيل إلى إنكارها، أو تجاهلها! أمّا، لماذا وجد؟ وما حكمة وجوده؟ وهلّا محضت الحياة للخير، وخلصت الشرّ؟ ..

طور بواسطة نورين ميديا © 2015