بِعِدَّتِهِمْ ما يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ.. فَلا تُمارِ فِيهِمْ إِلَّا مِراءً ظاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً» .
ثم يسأل هذا العالم ببواطن الأمور، فيقول:
«ما معنى هذا التردد فى العدد؟ وما معنى هذه النصائح؟
ثم هو يجيب:
«لا نستطيع أن نقول: إن المولى سبحانه وتعالى كان يجهل عدد الفتية من أصحاب الكهف، وأنه من أجل هذا لم يقطع فى عددهم برأى! فالمولى سبحانه وتعالى لا تخفى عليه خافية فى الأرض ولا فى السماء، وإنه يعلم السرّ وأخفى! «وإنما نستطيع أن نقول: إن هذا لم يكن إلا لحكمة.. والحكمة فيما نعتقد هى أن المطلوب من النبىّ عليه السلام أن يثبت أن الوحى ينزل من السماء (!!) وأن يثبت ذلك لا بالعدد الحقيقي للفتية من أصحاب الكهف- فذلك لم يكن موطن الإجابة- وإنما بالعدد الذي ذكره اليهود من أهل المدينة للمشركين من أهل مكة، حيث ذهب وفدهم ليسأل عن أمر محمد، أنبيّ هو أم متنبىء.. وإذ كان أحبار اليهود قد اختلفوا فى العدد، وذكر كل منهم عددا معيّنا، كان على القرآن أن ينزل بهذه الأقوال، حتى يكون التصديق من المشركين بأن محمدا عليه السلام نبىّ! ولو ذكر القرآن العدد الحقيقىّ وأعرض عن أقوال اليهود لكان التكذيب القائم على أن محمدا لم يعرف الحقيقة.. وليس وراء هذا إلا أن الوحى لا ينزل من السماء!!» .
ولا نذهب مع هذا الباحث إلى أكثر من هذا، فلا نعرض رأيه فى عدد السنين التي ذكرها القرآن عن نومة أهل الكهف، ويكفى أن نردّ هذا الاتهام الصريح للقرآن الكريم.. فإن هذا القول يصيب القرآن فى صميمه.
فأولا: إذا سلمنا بأن القرآن قد جاء فى قصصه بما يطابق ما عند اليهود