وذلك أنه كان حول ذلك النور الذي رأى موسى ملائكةٌ، لهم زَجَل بالتسبيح والتقديس (?).
وقال أبو علي: {وَمَنْ حَوْلَهَا} ومن لم يقرب منها قرب الآخذ فيها وهو موسى. يعني: أن موسى هو الآخذ منها، ألا ترى إلى قوله: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ} [التوبة: 101] لم يَقرب المنافقدن الذين حولهم قرب المخالِطين لهم؛ حيث يحضرونهم ويشهدونهم في مشاهدهم (?).
{وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} قال ابن عباس: نزه نفسه (?).
9 - قوله تعالى: {يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} قال مقاتل: إنَّ النور الذي رأيت {أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (?).
[وقال الكلبي: {يَا مُوسَى إِنَّهُ} إنَّ ذلك النور {أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}] (?) فجعلا الكناية في (إِنَّهُ) عن النور. وهو فاسد من وجهين؛ أحدهما: أن النور لا يجوز أن يكون الله تعالى. والثاني: أن المذكور في القرآن النار، وكني عنها بالتأنيث كقوله: {فَلَمَّا أَتَاهَا} [لقصص: 30] وقوله: {وَمَنْ حَوْلَهَا} فلو كان الأمر على ما ذُكر لقيل: إنها؛ والصحيح: أن الكناية في قوله: