محمد أعداء من مشركي قومك، كذلك جعلنا لكل نبي عدوًا من كفار قومه (?).
والعدوُّ هاهنا يجوز أن يكون في معنى الجماعة، كما قال: {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي} (?) [الشعراء: 77] قال مقاتل: يقول لا يكبرن عليك فإن إلاَّنبياء قبلك قد لقيت هذا التكذيب من قومهم (?).
وقال السدي: لم يبعث نبي قط إلا والمجرمون له أعداء، وبعضوهم أشد عليه من بعض. وكان عدو النبي -صلى الله عليه وسلم- من قريش بنو أمية وبنو المغيرة (?). ولهذا دخل حرف التخصيص في قوله: {مِنَ الْمُجْرِمِينَ} (?) قال الكلبي: إن كل نبي أتى قومه كان بعضهم أغلظ من بعض وأسوأ قولاً، وصنيعًا، وبعضهم يستحي من ذلك وهو ألين قولاً، وأكف شرًا. ويجوز أن يكون المراد بقوله: {عَدُوًّا} واحداً من المجرمين، ممن كان أشد المشركين