قال أبو إسحاق: أي يجعل القطع المتفرقة من السحاب قطعة واحدة (?).
قال الفراء: (بين) لا يصلح إلا [مضافًا إلى] (?) اثنين (?) فما زاد، وفي الآية {يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ} لأنَّ السحاب واحد في اللفظ ومعناه جمع، ألا ترى قوله {وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ} [الرعد: 12]، وواحدته: سَحَبة، وهو بمنزلة: (نخلة ونخل) و (شجرة وشجر)، وأنت قائل: فلان بين الشَّجر وبين النَّخل، والذي لا يصلح من ذلك قولك: (المال بين زيد)، فهذا خطأ حتى تقول: بين زيد وعمرو، وإن نويت يزيد أنَّه اسم لقبيلة جاز ذلك، كما تقول: (المال بين [تميم) (?).
وقال الزجاج: يجوز أن يكون السحاب جمع سحابه ويكون {بَيْنَهُ} أي: بين] (?) جميعه. ويجوز أن يكون السحاب واحد إلا أنَّه قال {بَيْنَهُ} لكثرته (?)، كما تقول: ما زلت أدور بين الكوفة؛ لأن الكوفة اسم ينتظم أمكنة كثيرة (?).
وقوله {ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا} قال اللَّيث: الرَّكم: جمعك شيئًا فوق شيء حتى تجعله مركومًا ركامًا (?).