وعلى هذا المعنى بل كلام مقاتل (?).
وقال آخرون: هو مفعولٌ له. أي للعبث (?).
وهو اختيار الأزهري (?). وعليه دلّ كلام ابن عباس لأنه قال: يريد كما خلقت البهائم لا ثواب لها ولا عذاب عليها، مثل قوله: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى} [القيامة: 36] أي يهمل كما تهمل البهائم (?).
والمعنى على هذا القول: أفحسبتم أنكم خلقتم للعبث فتعبثوا ولا تعملوا بطاعة الله (?). وهذا المعنى أراد علي -رضي الله عنه- في قوله: يا أيها الناس اتقوا الله (?)، فما خلق امرؤ عبثًا فيلهو، ولا أهمل سدى فيلغو (?).
وهذا الوجه هو الاختيار لقوله: {وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} (?) أي: وحسبتم أنكم إلينا لا ترجعون في الآخرة للجزاء.
116 - قوله تعالى: {فَتَعَالَى اللَّهُ} قال مقاتل: ارتفع أن يكون خلق (?) شيئًا عبثا، ماخلق شيئًا إلا لشيء (?).